دموع الفرحة
بقلم إسلام يسري
الشارع كله مظلم ... اقتربت أكثر و أكثر من النور .. دخلت الفرح ... الكل سعيد ... أسمع التهاني من الكل لأقارب العروسين ... اقتربت أكثر من صديق عمري ...إن الفرح اليوم فرحي ... لطالما حلمت له أن يتزوج من امرأة يحبها و تحافظ عليه ... اقتربت منه ... وقف ليسلم علي و احتضنني ...
-ألف ألف مبروك عليك ...
-الله يبارك فيك ... اتأخرت ليه ؟؟ ... مستنيك من بدري ...
-معلش ... بجد غصب عني ... متزعلش مني ...
-إيه مالك يا إسلام ؟؟ ... إيه الدموع إاللي في عينيك دي؟؟
-دموع ؟؟ .. دموع ايه ؟؟ .. آه .. دي أكيد دموع الفرحة .. متتصورش أنا فرحان لك أد إيه ؟؟ .. متاخدش في بالك ... ألف مبروك يا عروسة ...
-الله يبارك فيك يا إسلام ...
... ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة ... فهمت منها مقدار السعادة التي تعيش فيها الآن مع صديق عمري ... إنها تحبه فعلا ... و هذا ما كنت أتمناه لصديقي ... جلست أنظر إليهما ... الدموع ملأت عيني ... لا أريدها ان تظهر أمام الناس ... إياك أن تخرجي من عيني ... ابقي مكانك ... لا أريد أحد أن يراني و أنا أبكي ...لماذا لا أريدها ان تخرج ؟؟ .. أليست دموع الفرحة ؟؟ .. إنه أكثر من أخي ... و هو الليلة أسعد إنسان ...
... خرجت من الفرح و النور إلى ظلمة الشارع مرة أخرى ... هنا نزلت دموعي وسط الظلام ... لماذا أبكي الآن ؟؟ .. رجعت بذاكرتي إلى الوراء ... عندما حاولت الاقتراب منها لأبين لها مدى حبي ... كانت تتهرب مني دائما ... كنت أظنه خجل المرأة ... تماديت في إبداء إعجابي بها حتى فهمت من نظراتي لها حبي ... ظلت تبتعد عن طريقي أكثر و أكثر ... حتى اعترفت لها بحبي ... كنت أظنها تتمنى هذا الاعتراف مني ... و لكنها فاجأتني بصدمة لم أكن أتوقعها ... إنها كانت تحب إنسانا آخر غيري ... و لم تكن تريد إظهار ذلك كي لا تجرح مشاعري ... كيف كنت غافلا كل هذا الوقت؟؟؟
أخرجت منديلا من جيبي و مسحت دموعي التي لم أستطع حبسها في عيوني ... ثم استكملت ذكرياتي في حزن كبير ... حاولت كثيرا أن أعرف الإنسان الذي سيطر على تفكير حلم حياتي و حبي الذي تمنيته كثيرا ... كانت لدي رغبة شديدة في معرفة صفات هذا الإنسان الذي تحبه من غير أن يدري ...كيف لم يدر بحب أجمل و أرق إنسانة له ؟؟؟ ... إنه ليس بإنسان ...
لم تخبرني إلا بعد الإلحاح الشديد ... ثم كانت الصدمة الثانية ... عندما أخبرتني بحبها له ... ألم تجد في الدنيا إنسانا تحبه غير صديقي و أخي ؟؟؟ ...ماذا أفعل الآن ؟؟؟ ... كنت في حيرة شديدة من أمري ... توسلت إلي ألا أخبره بشئ ... إنها لا تريد أن تفرض نفسها على إنسان لم يحس بها لحظة ...
كل الأحداث أتذكرها الليلة و كأنها تحدث الآن ... بدأت أتحدث معه عنها ... لا يفكر فيها مطلقا ... إنه يحترمها كإنسانة و لكنه لا يفكر فيها كزوجة أبدا ...أخذت قراري أن أقربهما أكثر و أكثر ... لا أحب الأنانية ... إنها حبيبتي و عمري ... و لكني تأكدت أن سعادتها ليست معي ... كان من الممكن أن أخبرها بأنه لا يفكر فيها أبدا ... كنت سأحطم قلبها الرقيق .. لكن الذي يحب لا يستطيع أن يفعل ذلك بحبيبته أبدا ... اقتربا من بعضهما بمرور الأيام حتى أخبرته بإحساسي بحبها له ... كانت مفاجأة بالنسبة له ... لم يخطر بباله هذا أبدا ... بدأ إحساسه بها يزداد و بدأ هواها يدخل قلبه ... عرف قلبه الحب لأول مرة ... استمر الموضوع بعد ذلك دون تدخل مني .........
.بعد مدة أخبرني بخطبته لها ... وافقت بالفعل ... فقد كان هذا حلمها ... و ها هما يتزوجا الليلة ... و أنا أبكي هنا ... الآن عرفت ... لا تخدع نفسك إنها ليست دموع الفرحة ... أنت تعلم جيدا سبب دموعك هذه ......
و لكن لابد أن تكون هذه دموع فرح ... لو كانت غير ذلك لكانت دموعا قذرة ... كيف تحب إنسانة متزوجة ؟؟؟ ... و في نفس الوقت خيانة لصديق عمرك ... لا تحطم كل ما بنيته بتفكيرك هذا ... لا ... لا ... أنت من البداية السبب في ارتباطهما ... لماذا تبكي الآن ؟؟؟ ... لقد كان الموضوع كله باختيارك ... لماذا تبكي الآن ؟؟؟ ... إنها ليست لك ... هل تحب من أجل سعادتك فقط ؟؟؟ ... إن الحب أكبر من ذلك بكثير ... الحب تضحية .....
أنا أحب كي تعيش حبيبتي سعيدة ... لا تقل حبيبتي ... تذكر ... لا ... لا ... لا تقل ذلك ... إنها ليست حبيبتي و لا يجب أن تكون ... أنا أبكي ... دموع الفرحة ... نعم ... دموع الفرحة ... دخلت الفرح من جديد ... رسمت ابتسامة على وجهي ... إن ما فكرت فيه الآن لا ينبغي أن يخطر ببالي مرة اخرى ... أبدا ... أبدا .........
بقلم إسلام يسري
الشارع كله مظلم ... اقتربت أكثر و أكثر من النور .. دخلت الفرح ... الكل سعيد ... أسمع التهاني من الكل لأقارب العروسين ... اقتربت أكثر من صديق عمري ...إن الفرح اليوم فرحي ... لطالما حلمت له أن يتزوج من امرأة يحبها و تحافظ عليه ... اقتربت منه ... وقف ليسلم علي و احتضنني ...
-ألف ألف مبروك عليك ...
-الله يبارك فيك ... اتأخرت ليه ؟؟ ... مستنيك من بدري ...
-معلش ... بجد غصب عني ... متزعلش مني ...
-إيه مالك يا إسلام ؟؟ ... إيه الدموع إاللي في عينيك دي؟؟
-دموع ؟؟ .. دموع ايه ؟؟ .. آه .. دي أكيد دموع الفرحة .. متتصورش أنا فرحان لك أد إيه ؟؟ .. متاخدش في بالك ... ألف مبروك يا عروسة ...
-الله يبارك فيك يا إسلام ...
... ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة ... فهمت منها مقدار السعادة التي تعيش فيها الآن مع صديق عمري ... إنها تحبه فعلا ... و هذا ما كنت أتمناه لصديقي ... جلست أنظر إليهما ... الدموع ملأت عيني ... لا أريدها ان تظهر أمام الناس ... إياك أن تخرجي من عيني ... ابقي مكانك ... لا أريد أحد أن يراني و أنا أبكي ...لماذا لا أريدها ان تخرج ؟؟ .. أليست دموع الفرحة ؟؟ .. إنه أكثر من أخي ... و هو الليلة أسعد إنسان ...
... خرجت من الفرح و النور إلى ظلمة الشارع مرة أخرى ... هنا نزلت دموعي وسط الظلام ... لماذا أبكي الآن ؟؟ .. رجعت بذاكرتي إلى الوراء ... عندما حاولت الاقتراب منها لأبين لها مدى حبي ... كانت تتهرب مني دائما ... كنت أظنه خجل المرأة ... تماديت في إبداء إعجابي بها حتى فهمت من نظراتي لها حبي ... ظلت تبتعد عن طريقي أكثر و أكثر ... حتى اعترفت لها بحبي ... كنت أظنها تتمنى هذا الاعتراف مني ... و لكنها فاجأتني بصدمة لم أكن أتوقعها ... إنها كانت تحب إنسانا آخر غيري ... و لم تكن تريد إظهار ذلك كي لا تجرح مشاعري ... كيف كنت غافلا كل هذا الوقت؟؟؟
أخرجت منديلا من جيبي و مسحت دموعي التي لم أستطع حبسها في عيوني ... ثم استكملت ذكرياتي في حزن كبير ... حاولت كثيرا أن أعرف الإنسان الذي سيطر على تفكير حلم حياتي و حبي الذي تمنيته كثيرا ... كانت لدي رغبة شديدة في معرفة صفات هذا الإنسان الذي تحبه من غير أن يدري ...كيف لم يدر بحب أجمل و أرق إنسانة له ؟؟؟ ... إنه ليس بإنسان ...
لم تخبرني إلا بعد الإلحاح الشديد ... ثم كانت الصدمة الثانية ... عندما أخبرتني بحبها له ... ألم تجد في الدنيا إنسانا تحبه غير صديقي و أخي ؟؟؟ ...ماذا أفعل الآن ؟؟؟ ... كنت في حيرة شديدة من أمري ... توسلت إلي ألا أخبره بشئ ... إنها لا تريد أن تفرض نفسها على إنسان لم يحس بها لحظة ...
كل الأحداث أتذكرها الليلة و كأنها تحدث الآن ... بدأت أتحدث معه عنها ... لا يفكر فيها مطلقا ... إنه يحترمها كإنسانة و لكنه لا يفكر فيها كزوجة أبدا ...أخذت قراري أن أقربهما أكثر و أكثر ... لا أحب الأنانية ... إنها حبيبتي و عمري ... و لكني تأكدت أن سعادتها ليست معي ... كان من الممكن أن أخبرها بأنه لا يفكر فيها أبدا ... كنت سأحطم قلبها الرقيق .. لكن الذي يحب لا يستطيع أن يفعل ذلك بحبيبته أبدا ... اقتربا من بعضهما بمرور الأيام حتى أخبرته بإحساسي بحبها له ... كانت مفاجأة بالنسبة له ... لم يخطر بباله هذا أبدا ... بدأ إحساسه بها يزداد و بدأ هواها يدخل قلبه ... عرف قلبه الحب لأول مرة ... استمر الموضوع بعد ذلك دون تدخل مني .........
.بعد مدة أخبرني بخطبته لها ... وافقت بالفعل ... فقد كان هذا حلمها ... و ها هما يتزوجا الليلة ... و أنا أبكي هنا ... الآن عرفت ... لا تخدع نفسك إنها ليست دموع الفرحة ... أنت تعلم جيدا سبب دموعك هذه ......
و لكن لابد أن تكون هذه دموع فرح ... لو كانت غير ذلك لكانت دموعا قذرة ... كيف تحب إنسانة متزوجة ؟؟؟ ... و في نفس الوقت خيانة لصديق عمرك ... لا تحطم كل ما بنيته بتفكيرك هذا ... لا ... لا ... أنت من البداية السبب في ارتباطهما ... لماذا تبكي الآن ؟؟؟ ... لقد كان الموضوع كله باختيارك ... لماذا تبكي الآن ؟؟؟ ... إنها ليست لك ... هل تحب من أجل سعادتك فقط ؟؟؟ ... إن الحب أكبر من ذلك بكثير ... الحب تضحية .....
أنا أحب كي تعيش حبيبتي سعيدة ... لا تقل حبيبتي ... تذكر ... لا ... لا ... لا تقل ذلك ... إنها ليست حبيبتي و لا يجب أن تكون ... أنا أبكي ... دموع الفرحة ... نعم ... دموع الفرحة ... دخلت الفرح من جديد ... رسمت ابتسامة على وجهي ... إن ما فكرت فيه الآن لا ينبغي أن يخطر ببالي مرة اخرى ... أبدا ... أبدا .........